وطن المواهب
«التفوق» هو الكلمة الجميلة التي تدور في أذهان الناس طوال حياتهم؛ فبداية من سنين دراسته الأولى والإنسان يحلم بالتفوق ويسعى إليه، وكلما كان نصب عينيه كان التوفيق والإنجاز مرافقاً له لا محالة. والتفوق نهج تسعى إليه الأمم أيضاً ضمن الدائرة الواسعة، والمنافسة والسباق نحو المراكز المتقدمة هو ديدن الناجحين وأسلوب حياة الدول الراقية التي تسعى نحو القمم دائماً. ولعل التجربة الإماراتية المتفوقة والرائدة من أبرز الأمثلة العالمية على التخطيط والعمل للوصول إلى الهدف المنشود، فما يميز الإمارات العربية المتحدة أنها تُطوِّع القوانين وتسيِّر القرارات في سبيل تحقيق الغايات السامية التي تسعى إليها، وهذا ما يلاحظه القارئ لعملية التطوير والتنمية التي بنيت عليها هذه الدولة من تأسيسها على أيدي الآباء وإنشاء اتحاد دولة الإمارات، تلك العملية التي أشبه ما تكون بمعجزة تطويرية أدت على بلوغ هذه البقعة من أرض الخليج العربي إلى تصدُّر المراكز المتقدمة والوقوف بكل قوة أمام الكبار.
منذ البدايات سعت دولة الإمارات إلى تسهيل وصول واستقرار أصحاب الأعمال والمشروعات الاقتصادية في هذا الوطن الرائد، فكانت قوانين الاستثمار والتسهيلات الإجرائية نوعية في استقطاب شركات عالمية حطت رحالها في وطن الإبداع والتفوق، فإذا بها تَظهَرُ ثمارُ تلك القوانين في أن أضحت دولتنا قبلة العالم ومحطَّ أنظار روَّاده ومبدعيه، وإذا بألمع المؤسسات والشركات العالمية تحفر شعاراتها على مباني فروعها في إمارات الدولة، بحيث تكون مراكز إقليمية لأعمالها في عموم الشرق الأوسط، ولتصبح دولة الإمارات نجماً ساطعاً في سماء العالم العربي، ومفخرة من مفاخر إنجازات أبناء العرب.
نريد للعلماء والباحثين وكل متخصص في مجاله العلمي فرصة
صناعة المستقبل.. وتطوير حلول لاحتياجات التنمية مستقبلاً...
العلماء والمفكرون شركاؤنا في تعزيز المعرفة وبناء الأجيال..
نراهن عليهم في صنع قاعدة علمية ومعرفية وتعزيز قدراتنا
البحثية الوطنية.. تقديرهم هو تقدير لمستقبل دولتنا.
الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم
إن من يتأمل بعمق في توجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، بشأن قانون الجنسية، واعتماد تعديلاته من قبل صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، يستنتج أمراً واضحاً في السياسة الإماراتية الرائدة، وهي اشتمالها على ثوابت راسخة، وقوانين مرنة تحكمها المصالح والتطلعات التنموية التي تسعى إليها الدولة في خضم المنافسة العالمية والسباق الدولي نحو النهضة التي تتطلع إليها كافة دول العالم المتحضر.
من هنا كانت التعديلات على قانون الجنسية نابعة من روح اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة، الذي أسس على رؤى وتطلعات رائدة تسعى لتحقيقها القيادة الرشيدة، لتكون أرض الإمارات وطن الإبداع والتفوق والريادة، ومحط أنظار المبدعين والمبتكرين وأصحاب المواهب والأفكار الخلَّقة، بحيث يجدون في على أرض دولتنا كل عوامل الدعم لتحقيق أحلامهم، ما يعزز من حضور الإمارات في مجالات التطوير والتنمية والازدهار كافة.
يقول صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، معلناً القرار التاريخي: «بتوجيهات من رئيس الدولة حفظه الله، اعتمدنا اليوم تعديلات قانونية تجيز منح الجنسية والجواز الإماراتي للمستثمرين والموهوبين والمتخصصين من العلماء والأطباء والمهندسين والفنانين والمثقفين وعائلاتهم.. والهدف هو استبقاء واستقطاب واستقرار العقول التي تساهم بقوة في مسيرتنا التنموية... سيتم ترشيح الشخصيات المؤهلة للحصول على الجنسية الإماراتية عبر مجلس الوزراء والدواوين المحلية والمجالس التنفيذية، وتم وضع معايير واضحة لكل فئة، وسيسمح القانون لهذه الكفاءات الاحتفاظ بالجنسية الأخرى التي يحملونها، وسيحافظ جوازنا الإماراتي على تصدره وتفوقه عالمياً ».
إن هذه التعديلات التي اعتمدها مجلس الوزراء تدل على عمق الفكر الاستشرافي لقيادة دولة الإمارات؛ فهي ترسِّخ الإنجازات التي حققتها دولة الإمارات خلال السنين الماضية، وتبني عليها، للوصول إلى مرحلة قادمة من التطوير والتفوق النوعي؛ فقيادة الإمارات الرشيدة بهذا النهج الاستشرافي تعلم التحولات والتسارع اللامحدود الذي تتطور البشرية عبره، وأن البنى التحتية المتطورة التي تأسست في دولة الإمارات على كافة الصعد كفيلة بأن تكون موئلاً للمواهب والمبدعين، الذين سيجدون غايتهم في وطن التمكين والريادة.
قرارات حكيمة تتوالى، تعطي الإمارات من خلالها الفرص لكل مبدع في استثمار قدراته على أرضها، بدءاً من قوانين الاستثمار والإعفاء الضريبي وقوانين التملك الحر، وليس انتهاء بمنح الإقامة الذهبية للمبدعين والعلماء، وتعديلات قانون الجنسية التي اعتمدها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم... كلها تصب في المصلحة الوطنية العليا لجعل الإمارات بلداً رائداً بأبنائه، ولتثبت أن الإمارات وطن كل مبدع في شتى مجالات الإبداع والتألّق، ولكي تكون مسيرة التفوق التي بدأتها الإمارات منذ الأيام الأولى لتأسيس الاتحاد الإماراتي المبارك ماضية بكل قوة نحو المزيد والمزيد من الريادة.