بأي شيء تنبئنا سياسة صفر كوفيد في الصين؟
نانسي تشيان
كان من المتوقع أن تضطر الصين إلى التخلي عن سياسة خفض الإصابات بعدوى مرض فيروس «كورونا» إلى الصِـفر في نهاية المطاف، وأنه كلما طال انتظارها، كان الانتقال أكثر إيلاماً ثم أسفر حريق في مبنى سكني في شينجيانج، المدينة المغلقة، عن مقتل عشرة أشخاص لم يتمكنوا من الهرب بسبب الأبواب المغلقة والمداخل المسدودة. وأدى هذا إلى إشعال شرارة أكبر احتجاجات منذ حركة ساحة السلام السماوي (تيانانمين) في عام 1989 وأصبح المحفز الذي دفع السلطات إلى اتخاذ القرار أخيراً بالبدء بتخفيف القيود.
وكانت الاحتجاجات تعبيراً عن الإحباط من الإغلاق.
ومقارنة بأحداث 1989، كان رد الحكومة معتدلاً بشكل ملحوظ، ويبدو أن الحكومة استمعت إلى أصوات المحتجين، فقد ألغت بعض سياسات كوفيد الأشد قسوة، مثل متطلب الحجر الصحي في مرافق الدولة.
ولكن الطريق إلى الخروج من سياسة صِـفر كوفيد سيكون طويلاً وصعباً ليس فقط من منظور صحي.
وكانت خطة العمل للخروج من سياسة صِـفر كوفيد معلومة بين القادة الصينيين لبعض الوقت، إذ يتعين عليهم أن يعملوا على تعزيز مناعة السكان -وخاصة كبار السِـن- عبر رفع معدلات التطعيم والاستعانة بلقاحات أجنبية. وخلافاً لذلك، تشير تقديرات علماء الأوبئة إلى أن الانفتاح على النحو الحالي قد يؤدي إلى حدوث وفيات بين المصابين بكوفيد.
في بلد يبلغ عدد سكانه 1.4 مليار نسمة، من المؤكد أنه حتى بافتراض حدوث ما يصل إلى مليوني وفاة، فإن ذلك يمثل معدل وفيات أقل كثيراً من الحال في الولايات المتحدة، حيث توفي أكثر من مليون شخص في بلد تعداده 330 مليون نسمة.
وحاولت الصين من قبل تخفيف القيود المرتبطة بالجائحة، ولكنها عادت إلى تشديدها حينما ارتفع عدد حالات الإصابة. ومن المرجح أن يستمر هذا النمط إلى أن يتم تطعيم العدد الكافي من كبار السِن. وعلى هذا فإن الصين ستتبع مساراً متذبذبا وصولاً إلى «الوضع الطبيعي».
ما يميز الصين عن غيرها أن سياسة صِـفر كوفيد موضوعاً لجدال كبير، بين نهج يدعو للتشدد، وآخر يدعو إلى قواعد أقل صرامة من أجل ضمان ديمومة النمو الاقتصادي.
وقد يقول المتفائلون إن إنهاء سياسة صِـفر كوفيد أصبح في الأفق أخيراً، وإن هناك استجابة للمطالب.
* أستاذة الاقتصاد الإداري وعلوم القرار في كلية كيلوج للإدارة بجامعة نورث وسترن، المدير المشارك لمختبر بحوث الفقر العالمي في جامعة نورث وسترن، المديرة المؤسسة لمختبر الاقتصاد الصيني