Dubai Digital Authority - هيئة دبي الرقمية

Contrast

Use toggle below to switch the contrast

Contrast

Read Speaker

Listen to the content of the page by clicking play on Listen

screen reader button

Text Size

Use the buttons below to increase or decrease the text size

A-
A
A+

كيف يمكن للبيانات المناخية الأفضل أن تساعد السوق البلدي؟

بول ميونداي وليزا شروير

لندن- لقد زادت جائحة كوفيد-19 من الوعي بإمكانية وقوع أحداث كبيرة يمكن أن تؤثِّر في النظام المالي العالمي، ومن الفرص المتاحة لتحسين التنبؤ بالمخاطر المزمنة والحادة بما في ذلك تلك المتعلقة بالتغير المناخي. إن تحليل السيناريوهات باستخدام توقعات المناخ المستقبلية القائمة على أساس النماذج الموحدة قد تزيد أهميته كمصدر آخر للمعلومات التي تدعم تقييم المخاطر.

وحتى نكون أكثر تحديداً فإنَّ تحليل السيناريوهات ووجود بيانات أفضل قد يساعد على تحسين فهمنا للتحديات طويلة المدى التي تواجه جهات إصدار السندات البلدية في الولايات المتحدة الأمريكية، والمساعدة على إثراء التحليلات المتعلقة بالتهديدات المناخية المحتملة التي تواجه البلدات والمدن الأمريكية. إنَّ المزيد من المعلومات قد يمكّن جهات إصدار السندات البلدية من إظهار قوة استراتيجياتها للتأقلم والمرونة في التعامل مع المناخ وإجراءاتها للحدِّ من المخاطر، وكيف يمكن تمويل تلك الإجراءات علماً بأنَّ كل هذا قد يسهم في إفصاح أكثر فائدة وأكثر قابلية للمقارنة.

إنَّ مثل هذه الجهود مهمة، وذلك نظراً لأنَّ مخاطر المناخ تزداد أهميتها للعديد من جهات إصدار السندات البلدية في الولايات المتحدة الأمريكية، ونحن نرى أنه لم يكن هناك إفصاح متجانس عن مثل تلك المخاطر في سوق السندات البلدية الأمريكية والذي تصل قيمته لمبلغ 3.8 تريليونات دولار أمريكي. إنَّ وجود بيانات بديلة قد يزيد التركيز على المجالات التي تتجلى فها المخاطر المناخية الحقيقية بشكل أكبر ويشجع على المزيد من الوعي بفوائد الإفصاح المعزز والأكثر قابلية للمقارنة.

إن أبحاثنا تكشف أنَّ العديد من البلديات الأمريكية تواجه مخاطر مناخية مزمنة علماً بأنَّ هناك احتمالية متزايدة أن تتحقَّق مثل تلك المخاطر على المدى المتوسط والطويل؛ فعلى سبيل المثال من المتوقع أن يؤثر نقص المياه في 38% من المقاطعات الأمريكية بحلول سنة 2050 طبقاً لسيناريو مناخي عالي المخاطر مما يعني إمكانية أن تواجه مرافق المياه البلدية وشركات الطاقة المملوكة للدولة والحكومات المحلية تحديات كبيرة.

في الوقت نفسه فإنَّ من المرجح أن تستمر مخاطر الموجات الحارة في الزيادة في طول الولايات المتحدة الأمريكية وعرضها، حيث إنَّ فلوريدا معرَّضة على وجه الخصوص للتأثير الاقتصادي السلبي، والذي يتضمن انخفاضاً في إنتاجية العمالة. إنَّ حرائق الغابات والتي عادة ما تتسبَّب بها درجات الحرارة الصيفية المرتفعة وانخفاض معدل هطول الأمطار أثبتت أنها خطر، وخاصة في الولايات الواقعة في غرب وجنوب غرب الولايات المتحدة الأمريكية، حيث زادت من تكاليف النقل ومن الضغط على شبكات المرافق وأضرت بالاقتصادات المحلية.

أخيراً، فإنَّ خطر ارتفاع مستوى سطح البحر وفيضان الأنهار هو أكثر حدة في لويزيانا والتي نتوقَّع أن يكون فيها العدد الأكبر من المقاطعات المتأثرة بحلول سنة 2050. إنَّ الكيانات البلدية في المقاطعات المعرضة للفيضانات قد تواجه نفقات متزايدة مرتبطة ببناء مباني وبنية تحتية جديدة تتمتع بالمرونة والصلابة في مواجهة التغير المناخي. لو فشلت البلديات في المناطق ذات المخاطر العالية في تبني استراتيجيات مالية أو استراتيجيات تنطوي على المرونة والتأقلم، فإنها ستبقى معرضة لتلك المخاطر المادية والتي لو لم يتم التخفيف منها قد تؤثر سلباً في جدارتها الائتمانية.

إنَّ البلديات في الولايات المتحدة الأمريكية هي أكثر دراية بالمخاطر المناخية الحادة مثل الأنواء المناخية الخطرة، ولكن بالنسبة إلى بعض تلك البلديات فإنَّ معظم التهديدات المناخية المهمة من المرجح أن تكون تهديدات مزمنة بدلاً من كوارث طبيعية تحدث مرة واحدة، وإضافة إلى ذلك فإنَّ الجداول الزمنية الأطول لتلك المخاطر المزمنة لا تتوافق في بعض الأحيان مع فترات التنبؤ المالي لجهات إصدار السندات.

يرافق عدم التوافق هذا المصاعب المتعلقة بقياس الحدة المحتملة لتلك المخاطر وتحديد الفترة التي يمكن خلالها أن تزيد حدة تلك المخاطر، وإضافة إلى ذلك فإن فاعلية إجراءات التخفيف المحتملة – وتوقيتها وتكلفتها وتمويلها- تزيد من حالة التعقيد والغموض وهذا قد يجعل من الصعوبة بمكان فهم وتحديد نطاق العواقب المحتملة للمخاطر المناخية والتغييرات التي قد تنفذها البلديات لتعزيز المرونة.

لقد قامت مؤسَّسة س آند بي للتصنيفات العالمية بالبحث في إمكانية استخدام البيانات من شركتنا الشقيقة تروكوست من أجل النظر في الانكشاف المحتمل للبلديات في الولايات المتحدة الأمريكية على المخاطر المناخية طويلة المدى، وذلك من خلال دراسة سيناريوهات مناخية محتملة مختلفة. أن تلك البيانات المعززة والتحليل الاستكشافي قد يؤدي إلى تحليل أعمق للمخاطر ويعزز من الحوار عن نظرة الكيانات للمخاطر المستقبلية الممكنة، إضافة إلى الإجراءات التي قد تتخذها للاستعداد لتلك المخاطر والتخفيف منها.

إنَّ الجدارة الائتمانية لبلدية ما قد تضعف مع مرور الوقت لو لم تقم بالتخفيف من المخاطر المناخية من خلال عوامل ائتمانية أخرى مثل التخطيط الرأسمالي والمالي أو التنسيق مع الكيانات الحكومية الأخرى. إن تحليل السيناريوهات يمكن أن يحدد المخاطر المادية والفرص قبل ظهورها ويعمل على تحفيز المرونة التنظيمية والمساعدة على تقييم ما إذا كانت العوامل الأخرى كافية للتخفيف من المخاطر المناخية طويلة المدى لجهة إصدار السندات.

في الوقت نفسه فإنَّ تطبيق سيناريوهات مختلفة (بما في ذلك اختبار الضغوطات في حالة السناريوهات الأكثر حدة) يمكن أن يمنح جهات إصدار السندات فرصة لإظهار صلابة استراتيجيات التأقلم الحالية أو المخطط لها ونظراً للنطاق الواسع لجهات إصدار السندات البلدية في الولايات المتحدة الأمريكية، فإن وجود مجموعة غنية من البيانات مع إفصاح أكثر تجانساً من قبل الكيانات البلدية الأمريكية للمخاطر المحتملة قد يعزز من تقييم الرابط بين المخاطر المادية المحتملة المختلفة ومخففات المخاطر وجودة الائتمان.

إنَّ قوة المهام للافصاحات المالية المرتبطة بالمناخ تقترح استخدام السيناريوهات الموجودة في تقرير التقييم الخامس للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ. إن تلك السيناريوهات تعكس أربعة مسارات ممكنة لانبعاثات غاز الاحتباس الحراري (تعرف باسم مسارات التركيز التمثيلية) وسيناريوهات محتملة بحلول سنة 2100. إن كل سيناريو يحدد مستوى تركيز غاز الاحتباس الحراري في الغلاف الجوي، وما ينتج عنه من تغيير مصاحب في معدل درجة الحرارة العالمية (مقارنة بالأساس التاريخي للفترة من 1986-2005) وهذا يسمح بمزيد من توحيد المقاييس في الإبلاغ عن مخاطر المناخ.

إنَّ تعزيز توحيد المقاييس المتعلقة بالإبلاغ قد يساعد البلديات الأمريكية على إجراء مقارنات مع بلديات أخرى تواجه مخاطر مناخية مشابهة وتحديد التحديات طويلة المدى، ولكن حالياً لا توجد مبادرات مهمة في هذا الخصوص ضمن السوق الأمريكي للمالية العامة ومع غياب معايير الصناعة أو القطاع أو أفضل الممارسات أو المتطلبات التنظيمية فإنَّ تحسين الإفصاح من قبل جهات الإصدار أو مزودي البيانات المستقلين يمكن أن يسهل التحليل المقارن لنطاق التعرض المحتمل للمخاطر المادية وكذلك التدابير الفعلية والمخطط لها للتخفيف منها.

بول ميونداي هو مدير مساعد ومختص في المرونة في مواجهة المناخ والتأقلم معه في المجموعة المالية المستدامة في س آند بي للتصنيفات العالمية. ليزا شروير هي مديرة تنفيذية في مجموعة تصنيفات المالية العامة الأمريكية في س أند بي للتصنيفات العالمية.

حقوق النشر:بروجيكت سنديكت، 2020.
www.project-syndicate.org