أهمية الشراكة الأمريكية الهندية
براهما تشيلاني
تشكل الشراكة الاستراتيجية بين الولايات المتحدة والهند أهمية بالغة للحفاظ على توازن القوى في منطقة الهادي الهندي. الولايات المتحدة هي ثاني أكبر شريك تجاري للهند، ويُـعَـد تعميق العلاقات بين البلدين بين السياسات الخارجية النادرة المتفق عليها بين الحزبين في واشنطن اليوم.
مثلها كمثل العديد من الدول الأخرى، بما في ذلك بعض حلفاء الولايات المتحدة، اتخذت الهند موقفاً محايداً بشأن الحرب بين روسيا وأوكرانيا. وما أثار استياء الولايات المتحدة وأوروبا أن الهند استمرت في شراء النفط بأسعار مخفضة من روسيا، رافضة عرض إدارة بايدن الذي يسمح لها بالاستعاضة عن النفط الروسي بإمدادات أمريكية. وبدلاً من ذلك زادت الهند وارداتها من الخام الروسي.
برغم أن الولايات المتحدة تجاوزت روسيا بالفعل باعتبارها أكبر مورد للأسلحة للهند، ينظر قطاع الدفاع الأمريكي إلى الحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا على أنها «فرصة عظيمة».
بالنظر إلى أن كلاً من الولايات المتحدة والهند ديمقراطية مستقطبة بشدة، ينبغي للمسؤولين أن يتجنبوا التصريحات التي قد تؤدي إلى تأجيج التوترات المحلية. وإذا كانت الولايات المتحدة راغبة في تحويل تركيزها الاستراتيجي إلى منطقة الهادي الهندي، فيتعين عليها أن تعمل على تحسين العلاقات مع أهم الحلفاء الاستراتيجيين في آسيا. لتحقيق هذه الغاية، يتعين على بايدن أن يتجنب إهدار الفرصة التاريخية السانحة لتشكيل تحالف «ناعم» مع الهند. إذا كان للولايات المتحدة أن تنتصر في تنافسها المتصاعد مع الصين وروسيا وأن تتجنب تشتيت جهودها الاستراتيجية، فإنها تحتاج إلى الهند أكثر من أي وقت مضى. ولكن في غياب الاحترام المتبادل، يُـحـكَـم على الشراكة الثنائية بالفشل.
لا شك أن هذه الشراكة، ذات البعد الراسخ العميق بجذوره، تمتلك تأثيرات كبيرة ولها أهمية حيوية في عالمنا، كونها تفرز كثير الإيجابيات والنتائج التي تخدم قارة آسيا وتضمن استقرارها وأمنها، علاوة على دورها في تعزيز تعافي الاقتصاد العالمي.
إن أمريكا قوة عظمى تحتاج إلى دولة مثل الهند، غنية بمواردها وطاقاتها البشرية وخبراتها العلمية، وتحتل موقعاً جغرافياً مهماً، كي تعزز دورها العالمي وتكون لاعباً أساسياً في شتى القضايا والمسائل الدولية. وليس خافياً، أن لهذه العلاقة الوثيقة بين الطرفين، كبير تأثير في أزمات متوالية حدثت بآسيا، حيث أثمر تحالف الدولتين القدرة على التصدي لكل أزمات مضاعفة وتطويق نيران كل مشروعات مهددة لاستقرار الدول ومقوضة لانتعاض الاقتصاد العالمي. إن جميع الخبراء في حقل الجيوبوليتيكا، ينصحون الإدارت الأمريكية المتعاقبة، بضرورة أن يعوا أهمية هذا التحالف، لأنه ركيزة مهمة للازدهار والسلام في عالمنا.
إن دروس التاريخ تنبئنا، على الدوام، بأن جميع الأزمات في آسيا كان للهند دور مفصلي في التغلب على تحدياتها. فهي قوة اقتصادية وسياسية لا يستهان بها، وأمريكا تعي هذا جيداً ولا يمكن أن تغفل أياً من متطلبات تعزيز شراكتها والهند كون الأخيرة، شريكاً وحليفاً، لها، بل صمام أمان لاستقرار اقتصاد المنطقة وأمنها.