أمريكا بوصفها نموذجاً يحتذى في صون الطبيعة
روس فينجولد
يصف الرئيس الأمريكي الأسبق، باراك أوباما، وهو يروي سلسلة «حدائقنا الوطنية العظيمة»، التي تبثها «نتفليكس»، حيوان الكسلان بأنه يؤوي «مملكة صغيرة كاملة» في فروه.
ويضيف: إن إجراء أبحاث عليه سوف يساعد في مكافحة السرطان والملاريا والجراثيم المقاومة للمضادات الحيوية، كما توصل لنتيجة مفادها أن «هذا الكسلان الخامل قد ينقذنا جميعاً».
تعكس هذه الكلمات الملفتة للنظر مدى اعتمادنا على الطبيعة من أجل بقائنا ورفاهيتنا، وما يخبرنا به حيوان الكسلان الخامل وأنواع أخرى لا حصر لها من الحيوانات والنباتات هو أن الأزمات المترابطة لفقدان التنوع البيولوجي وتغير المناخ أصبحت تشكل تهديداً وجودياً.
تُعتبر الولايات المتحدة الأمريكية موطنًا لمجموعة واسعة من النظم البيئية بالإضافة إلى تشكيلة مذهلة من النباتات والحيوانات البرية.
إن هناك ما يقدر بنحو 200000 من الأنواع المحلية على أراضيها تمثل 13 % من الأنواع الموجودة على مستوى العالم.
تمتد مناظرها الطبيعية الخلابة من الغابات الغناء إلى التندرا المتجمدة والغابات المطيرة شبه الاستوائية وبما في ذلك 63 متنزهًا وطنيًا محميًا.
إن الولايات المتحدة الأمريكية هي أيضًا لاعب يتمتع بثقل سياسي واقتصادي على مستوى العالم، وكأكبر دولة مانحة في العالم فإن التنمية الدولية هي عنصر رئيسي من عناصر نفوذها فيما يتعلق بشؤون العالم.
يمكن للولايات المتحدة أن تساعد في بناء الشراكات والتأثير على صانعي القرار الرئيسيين وخلق حوافز جديدة لجهود المحافظة على البيئة في جميع أنحاء العالم.
يمكن أن تدعو الولايات المتحدة الأمريكية إلى إيجاد حوافز أقوى فيما يتعلق بالالتزامات الخاصة بكل بلد من أجل تحقيق أهداف المحافظة على البيئة الأكثر إلحاحًا.
ويمكنها أيضًا المساعدة في تأمين التمويل والتعهدات التمويلية اللازمة لدعم جهود البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل لتحقيق الأهداف العالمية للمحافظة على البيئة وحماية النظم البيئية المحلية فيها.
كما يمكنها دمج المحافظة على البيئة ضمن سياسات التنمية الدولية وبالتالي المساعدة في تعويض تكلفة المحافظة على التنوع البيولوجي في هذه البلدان.
على الرغم من فشل الولايات المتحدة لمدة ثلاثة عقود في التصديق على اتفاقية التنوع البيولوجي، فقد أثبتت أخيرًا أنها لا تزال قادرة على تنفيذ سياسات جريئة وقادرة على تغيير قواعد اللعبة.
تهدف مبادرة «أمريكا الجميلة» لإدارة بايدن إلى المحافظة البيئية على 30 % من الأراضي والمياه الأمريكية بحلول عام 2030، بما يتماشى مع الهدف العالمي 30×30.
والذي سيتم التفاوض بشأنه في مؤتمر الأطراف 15. إن هذه المبادرة لا تهدف إلى تسريع التحول نحو المحافظة على التنوع البيولوجي فحسب.
ولكن أيضًا لوضع حقوق المجتمعات المحلية والشعوب الأصلية والأمم القبلية في قلب إجراءات المنطقة المحمية.
وعلى المنوال نفسه، عينت إدارة بايدن أخيرًا مونيكا مدينا كأول مبعوث خاص على الإطلاق للتنوع البيولوجي والموارد المائية، وهي خطوة تشير إلى التزام أمريكا بمعالجة فقدان التنوع البيولوجي وأزمة المناخ.
لقد انضمت الولايات المتحدة الأمريكية بإرشادات من مونيكا مدينا في وقت سابق من هذا العام إلى تحالف الطموح العالي للطبيعة والناس.
يمكن لمبادرات إدارة بايدن الأخيرة أن تؤدي إلى إحياء حركة المحافظة على البيئة في أمريكا، مما يمكّن الولايات المتحدة من أن تكون قدوة يحتذى بها وأن تحدد معايير المحافظة على البيئة في القارة.
إن هناك حاجة للتوصل إلى مثل هذا التوافق في أسرع وقت، فعقارب الساعة تدق بشكل عكسي ومؤتمر الأطراف 15 يجب أن يكون بمثابة جرس إنذار عاجل.
* عضو سابق في مجلس الشيوخ الأمريكي عن ولاية ويسكنسون