ورش الكتابة في دبي.. توقد شعلة إبداع الشباب
تفتح دبي ذراعيها دائماً لاحتضان المبدعين، وبخطى ثابتة وحثيثة، تدعم الموهوبين في شتى بقاع الأرض، عبر أفكارها الاستثنائية ومبادراتها النوعية، التي تشعل شرارة الإبداع في نفوس الشباب، وتعزز مهاراتهم وتطور قدراتهم، وترتقي بمستواهم العلمي، وتمضي بهم قُدُماً في دروب النجاح والتميز، فضلاً عن توفيرها بيئة مثالية تعزز التميز الفكري والمعرفي، وورش إبداعية تنمي مواهب النشء، وترسخ حضور اللغة العربية في ميادين العلم والمعرفة، إلى جانب جهودها في خلق جيل جديد من قادة الفكر ونوابغ الكتابة والإبداع، يقدر قيمة الثقافة والمعرفة، ويسهم بشكل فعال في تطوير البشرية، ورسم مستقبل مشرق وواعد للأوطان.
ومن المبادرات النوعية الهامة لدبي في الخصوص، ورش خاصة بالكتابة، نظمتها مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، وذلك من خلال افتتاحها مجموعة من أعمال مبادرات «برنامج دبي الدولي للكتابة»، الذي يهدف إلى تطوير مهارات المبدعين، وزيادة زخم الحركة الفكرية والأدبية محلياً وإقليمياً وعالمياً. وتختص الورش بأكثر من مجال، منها ورشة «الإمارات غداً.. الإمارات بعد خمسين سنة»، والمختصة بالكتابة للأطفال، وورشة «دبي المستقبل»، والخاصة بالكتابة لليافعين، وورشة الترجمة «الترجمة العلمية»، فيما تختص الورشة الأخرى بأدب الرحلات، وتحمل عنوان «كتابات السفر».
قيمة
تقول الكاتبة الإماراتية عائشة عبد الله: إن فكرة الورش رائعة، لأنها تصقل موهبة الكاتب، وترشده للطريق الصحيح للكتابة، وهي ترفد الساحة الثقافية بالكاتب المتعلم المثقف المتمرس، الذي سيكون له بصمة في عالم العلم والمعرفة. وتؤكد عبد الله أن ورش الكتابة في دبي، نبراس ينير طريق الأجيال، إذ تؤدي دوراً كبيراً في صقل المواهب الشابة، وتطوير قدراتها، وتنمية أفكارها على أيدي محاضرين، ما يسهم في إعداد جيل واع ٍ متعلم ومبدع، قادر على خدمة المجتمعات والأوطان. وتتابع: إن ورش دبي مصدر جديد لإثراء المشهد الأدبي في العالم، فلم تكتفِ بتعليم الكتابة، بل أصدرت الكتب كذلك، وقد أصبح العديد ممن كان يتدرب في هذه الورش مدرباً للأجيال، يعلمهم ما تعلمه، ويصنع منهم مبدعين بدرجة عالية.
بدوره، يقول الكاتب إسلام أبو شكير المدرب المشرف على ورشة «دبي المستقبل»، لـ «البيان»: إن الكتابة الإبداعية، تعتمد أساساً على الإمكانات الفطرية، أو ما يسمى بالموهبة، والاستعداد الطبيعي، إلا أن الاكتفاء بهذا العنصر وحده، من شأنه أن يطيل الطريق أمام المبدع، ريثما يصل إلى مرحلة النضج. من هنا، جاء برنامج دبي الدولي للكتابة بالورش المتعددة التي ينظمها، ليمنح الفرصة للكتاب الشباب لاكتساب المهارات التي يمكنهم من خلالها أن يحققوا تطلعاتهم، وذلك ضمن خطة تدريبية منهجية محددة ومنضبطة، يخضعون فيها لتدريبات مكثفة، بإشراف مجموعة من الخبراء المتخصصين .ويؤكد أبو شكير أن أهمية برنامج دبي الدولي للكتابة، الذي تنظمه مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، تكمن في طموحاته الكبيرة، حيث يتطلع عبر ورشه إلى تخريج كتاب يجمعون بين الموهبة والحماس والرغبة، وبين التأهيل العلمي.
ويشير أبو شكير إلى أن البرنامج يتميز بحرصه على أن يشمل مختلف أنواع الكتابة من رواية، وقصة، ومقالة، وأدب أطفال.. ومؤخراً، طرح مجموعة من البرامج التدريبية موضوعها (المستقبل)، بوصفه عنصراً أساسياً من عناصر المشروع الذي تقوده دبي على مستوى المنطقة والعالم. ومن هذه البرامج، ورشة (دبي المستقبل لليافعين)، حيث أُشرف بدور المدرب فيها، ونحاول من خلالها تقديم أعمال قصصية، تستلهم موضوعاتها من واقع دبي، بعد خمسين عاماً. ويتابع أبو شكير: تحرص الخطة التدريبية لهذه الورشة، على توجيه المتدربين نحو قراءة الحاضر في دبي، والتقاط ما يمكن البناء عليه لخلق تصوّرات مستقبلية، قائمة على أسس واقعية ومنطقية ومقنعة.