دور مجامع اللغة العربية في تعزيز انتشار الفصحى
بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية نظَّمت مؤسَّسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة حلقة نقاشية افتراضية بعنوان «دور مجامع اللغة العربية في تعزيز انتشار الفصحى» شارك فيها كلٌّ من الدكتور علي بن تميم، رئيس مركز أبوظبي للغة العربية، والدكتور عبد الله بن صالح الوشمي، الأمين العام لمجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية، وأدارتها الناقدة المصرية الدكتورة نانسي إبراهيم، وذلك عبر برنامج زووم، وحضرها جمهور نوعي من المهتمين والمتابعين.
وقال الدكتور علي بن تميم إنَّ لمجامع اللغة العربية دور مهم في الحفاظ على اللغة العربية أسوة بالمؤسَّسات والأكاديميات حول العالم التي تعنى بحفظ لغات مجتمعاتها. وعرض الدكتور بن تميم في سياق حديثه تاريخ المجامع اللغوية العربية ونشأتها، حيث نشأ أول مجمع للغة العربية في دمشق عام 1919 الذي أسَّسه محمد كرد علي، ثمَّ مجمع اللغة العربية في القاهرة عام 1932، ثمَّ مجمع اللغة العربية في بغداد عام 1947، بعدها انتشرت المجامع من الأردن إلى المغرب وتونس والخرطوم وليبيا وفلسطين والجزائر وصولاً إلى مجمع الملك سلمان ومجمع الشارقة العام 2016، وأخيراً مركز أبوظبي للغة العربية عام 2020.
وتحدَّث بن تميم عن مجمع دمشق الأعرق بين المجامع العربية، حيث كانت له أهداف كثيرة في التعريب والترجمة واستخدام المصطلحات، وكذلك كانت المجامع العربية تعمل ضمن هذه الأهداف، كما عرَّج بن تميم على ضعف تمويل المجامع العربية التي أصبحت عاجزة عن متابعة سيل العلوم والمعارف التي أغرقت العالم في ظلِّ الاختراعات والثورات التقنية المتلاحقة، كما أشاد بن تميم بقرار صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى للاتحاد حاكم الشارقة، الذي عزَّز موقع اللغة العربية وبعد أقل من خمس سنوات صدر «المعجم التاريخي للغة العربية».
ودعا في ختام حديثه إلى تغيير الصورة النمطية للغة العربية، وتطوير المناهج المدرسية، وإطلاق المشاريع التي تعزِّز اللغة العربية لدى شريحة الشباب.
وبدوره تحدَّث الدكتور عبد الله بن صالح الوشمي، الأمين العام لمجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية، عن مسارات خدمة اللغة العربية التي ارتقت في بعض الدول لأن يكون نصاً واضحاً في اسم الدولة أو في دستورها الرسمي.
وتطرَّق الوشمي إلى فكرة توحيد مجامع اللغة العربية في مجمع واحد، وإلى دور الذكاء الاصطناعي ودور الترجمة ودور الفن في مخاطبة الشرائح العمرية الناشئة، كما دعا إلى عدم التوقُّف عن مناقشة أهمية اللغة العربية وألا ينتهي الحديث عنها باحتفالية فحسب، بل بالمزيد من العمل داخل المجامع أو خارجها لتعزيز الحضور القوي للغة العربية.
وبدورها تحدثت الناقدة المصرية الدكتورة نانسي إبراهيم عن تضافر الجهود بين المجامع اللغوية في الدول العربية وخاصة مجمع اللغة العربية بالقاهرة، كما أشادت بجهود صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى للاتحاد حاكم الشارقة، في إطلاق المجلدات الأولى من «المعجم التاريخي للغة العربية» الذي يؤرِّخ للمرة الأولى تاريخ مفردات لغة الضاد وتحوُّلات استخدامها عبر القرون.
ثمَّ أجاب الضيفان عن أسئلة الجمهور الذي تابع الندوة والتي تمحورت حول كيفية النهوض باللغة في مناطق عربية معينة، أو عن استيعاب اللغة للعلوم والمعارف الجديدة وغيرها من الأسئلة التي صبت في صلب الموضوع.