"محمد بن راشد للمعرفة" وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي يختتمان بنجاح "أسبوع المعرفة" في العاصمة الأردنية
اختتمت مؤسَّسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي فعاليات "أسبوع المعرفة" في العاصمة الأردنية عمان. والذي نظمَّه الطرفان خلال الفترة من 24 وحتى 28 مارس 2019، بالتعاون مع وزارة الشباب ومؤسَّسة عبدالحميد شومان في الأردن، وشمل الأسبوع استعراض ومناقشة نتائج ومخرجات «مؤشر المعرفة العالمي لعام 2018»، مع التركيز على المؤشرات الخاصة بالأردن، وبحث أفضل السبل والممارسات لتحسين الأداء المعرفي للبلاد ضمن القطاعات السبعة التي يغطيها المؤشر، كما جرى إطلاق مجموعة من ورشات العمل ضمن برنامج "حديث المعرفة" الذي أطلقته المؤسَّسة خلال قمة المعرفة للعام 2018. وشهد الأسبوع مشاركة جامعات أردنية و750 مختصاً وطالباً جامعياً.
وانطلق "أسبوع المعرفة" بسلسلة من ورش العمل الجامعية مع الطلاب والأساتذة، عقدت في كل من "الجامعة الهاشمية" و"الجامعة الأردنية"، تلا ذلك عقد خلوة معرفية للشباب من محافظات المملكة الاثنتي عشرة، وذلك ضمن فرق عمل ناقشت سبل تطوير المستوى المعرفي في القطاعات الست لمؤشر المعرفة، وشملت فرق العمل مجالات: التعليم ما قبل الجامعي، والتعليم الجامعي، والتدريب المهني والتعليم التقني، والبحث والتطوير والابتكار، وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والاقتصاد.
وأقيمت الخلوة التي احتضنتها مؤسسة عبدالحميد شومان وبالتعاون مع وزارة الشباب برعاية دولة رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز، واستمرت ثلاثة أيام، وحقَّقت نجاحاً كبيراً، حيث اختتمت بحضور ممثلين عن الوزارات والدوائر الحكومية والإعلاميين والباحثين وممثلي القطاع الخاص وطلاب الجامعات من مختلف مناطق الأردن، وذلك للتعرُّف إلى ما توصَّل إليه الشباب الذين تمّ اختيارهم للمشاركة في الخلوة، لتقديم بدائل وتوصيات تخص رؤيتهم لمستقبل الأردن المعرفي، وكيفية تحسين وتطوير مرتبة الأردن عالميّاً على مؤشر المعرفة العالمي.
وسعت الورشة إلى دفع الشباب الأردني لتصميم خطة عمل مفصّلة لحل التحديات المستعصية التي تحول دون قيام مجتمع قائم على المعرفة في الأردن، وقام المشاركون بأداء التفكير التحليلي والمنطقي لوضع توصيات عملية، حيث تمَّ تقديمها إلى صنّاع القرار لتعزيز الجهود الرامية إلى بناء مجتمع قائم على المعرفة.
وخلال حديثها في ورشة العمل كمندوبة لراعي الورشة رئيس الوزراء الأردني الدكتور عمر الرزاز، أكدت جمانة غنيمات، وزيرة الدولة لشؤون الإعلام والاتصال، المتحدث الرسمي باسم الحكومة الأردنية، دور الشباب في بناء مجتمع المعرفة، مشددة على اهتمام الأردن بالاسثتمار في العنصر البشري، وتطوير منظومة التعليم المعرفي في الدولة، كما شكرت المؤسَّسة وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي على اختيار الأردن ضمن مسيرة "أسبوع المعرفة" وأكدت حرص الحكومة على الاستفادة من مخرجات الخلوة، من جهة، ومما توصل إليه تقرير المعرفة العالمي، من جهة ثانية، وذلك ضمن اهتمامات المملكة باللحاق بمتطلبات الثورة الصناعية الرابعة التي تشكل فيها قطاعات المعرفة المختلفة أساساً لتنمية الاقتصاد وتطوير كافة مجالاته.
بدوره، أكّد وزير الشباب ووزير الثقافة الدكتور محمد أبورمان خلال حضوره الورشة، اهتمام الوزارة بتنمية قدرات الشباب المعرفية، وأعلن عن تبني الوزارة مجموعة من المبادرات المعرفية باستفادة من نتائج خلوة المعرفة وأسبوع المعرفة، بحيث تضم في نواتها الشباب المشاركين في الخلوة، إضافة إلى جميع الشباب المهتمين، مع توفير الدعم الكامل لنشاطات هذه المبادارت عبر مراكز الشباب المنتشرة في كافة أرجاء المملكة، كما عبر المشاركون عن تقديرهم للجهود التي قدمتها المؤسَّسة خلال أسبوع المعرفة وخلوة المعرفة والتي أسهمت بشكل كبير في بناء القدرات المعرفية للشباب، متطلعين إلى مبادارت مستقبلية مشتركة تكون نافذة معرفية وحاضنة لمشاريع الشباب في مجالات المعرفة المختلفة.
من جهته، ثمَّن سعادة جمال بن حويرب، المدير التنفيذي لمؤسَّسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، نتائج ومخرجات "أسبوع المعرفة" في المملكة الأردنية الهاشمية، والتي تواكب الأهداف الاستراتيجية التي تتطلع إليها المؤسَّسة والبرنامج من تنظيم الحدث في عدد من دول العالم، والمتمثلة في تعميم النتائج والتوصيات التي أسفر عنها "مؤشر المعرفة العالمي" مع جميع دول العالم، بشكل يضمن الاستفادة المثلى لهذه الدول، ويتيح لها فرصة تبادل الخبرات والتجارب ذات القيمة في مجالات المعرفة، والاطلاع على أفضل الممارسات العالمية التي يمكن الاستلهام منها لرسم وتطوير الخطط والسياسات التنموية السليمة.
بدوره قال سيف المنصوري، مستشار الشؤون المؤسسية للمدير التنفيذي لمؤسَّسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، أنَّ فعاليات "أسبوع المعرفة" في المملكة الأردنية الهاشمية، تشكِّل امتداداً واستمرارية لنقاشات ومخرجات "قمة المعرفة"، الحدث المعرفي الأبرز على مستوى المنطقة والذي تنظمه المؤسَّسة سنوياً، ويشكِّل منصة شاملة تجمع الخبراء والمختصين، لطرح الرؤى وتبادل الأفكار واستعراض أفضل التجارب بمجالات إنتاج وصناعة المعرفة.
وخلال الورشة، علقت فالنتينا قسيسية، الرئيسة التنفيذية لمؤسَّسة عبدالحميد شومان على "أسبوع المعرفة" بقولها: "نحتفي اليوم بتتويج مجموعة من الشباب الأردني، عملوا خلال اليومين الماضيين، على خلق حالة فريدة من التشاركية في العمل، والتأسيس لبناء أرضية معرفية عالمية، تدعم توظيف الابتكار في التعليم والبحث العلمي". وطالبت بالعمل على تأسيس حالة توافقية بين مراكز البحث العلمي والمؤسَّسات المعرفية والتعليمية عند صانعي السياسية والقرارات. واستعرض خالد عبدالشافي مدير المركز الإقليمي للدول العربية في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي خلال الورشة، آخر إنجازات شراكة برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومؤسَّسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، بإطلاق "تقرير استشراف مستقبل المعرفة" خلال قمّة المعرفة بدورتها الأخيرة.
وأوضح أنَّ التقرير يقدم دراسة تجريبية تغطي 20 دولة حول مجالات المعرفة المستقبلية التي ستشكل مستقبل مجتمعات المعرفة، كما أنه أداة جديدة لقياس المعرفة تستخدم بيانات كبيرة ومصممة لفهم مستقبل المعرفة بشكل أفضل.
واختتمت الورشة بحوار مفتوح مع الشباب حول "الإعلام كمصدر للمعرفة" مع وزيرة الدولة لشؤون الإعلام والاتصال، جمانة غنيمات، إلى جانب جلسة مفتوحة لمناقشة نتائج الأردن في مؤشر المعرفة العالمي، والتي شهدت مشاركة مختلف الخبراء والشباب. كما أُعلنت المؤسَّسة والبرنامج عن فوز فريقين من الشباب المشاركين في الورشة بجائزة عبارة عن استضافة كاملة للمشاركة والمساهمة في موضوعات قمة المعرفة 2019 في دبي.