«دبي تستكشف مستقبل المعرفة» في «أيام إسطنبول للابتكار»
مؤسَّسة محمد بن راشد للمعرفة تستعرض خلالها تجاربها الريادية وإنجازاتها العالمية
شاركت مؤسَّسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، عبر تقنية الاتصال المرئي، بجلسة: «دبي تستكشف مستقبل المعرفة»، التي نظَّمها برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بالتعاون مع شركة «إرنست آند يونغ» ضمن فعاليات «أيام إسطنبول للابتكار 2021»، تحدَّث خلالها سعادة جمال بن حويرب، المدير التنفيذي لمؤسَّسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، حيث استعرض فيها الإسهامات الريادية لدولة الإمارات العربية المتحدة، والإنجازات المعرفية التي أنتجتها المؤسَّسة، ومن أبرزها مؤشر المعرفة العالمي، الذي تصدره بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي.
وفي كلمته خلال الجلسة، أكَّد سعادة جمال بن حويرب أنَّ استشراف المستقبل أضحى على قائمة الأولويات التي ينبغي التركيز عليها، ولا سيما مجال المعرفة الذي يعدُّ حجر أساس في عملية التنمية المستدامة، وفي مرونة المجتمعات لتتمكَّن من الحفاظ على مكتسباتها في مواجهة مختلف التحديات.
وأضاف سعادته: «في ضوء هذه التغيُّرات المتلاحقة التي يشهدها عصر الثورة الصناعية الرابعة، تتخذ عملية إنتاج المعرفة والابتكار شكلًا جديدًا لا مكان فيه للافتراض القائل: «إنَّ المعلومات والمعرفة والابتكار مكلفة للغاية، ويمكن حمايتُها بسهولةٍ أسوةً ببراءات الاختراع». فمعَ النُّموِّ المطَّرد للمعرفة وتوافرها في كلِّ مكان، لم تَعُدِ الشَّركات قادرة على بناء ميزتها التنافسيَّة على أساسِ تفرُّد رأس مالها المعرفيِّ، بل صار لزامًا عليها أن تتعلَّم كيف تستخدم المعلومات في الوقت الحالي لاتخاذ القرارات وتلبية الطلب والاستجابة للعملاء، باعتبار أنَّ القيمة التنافسيَّة الحقيقيَّة للمعرفة باتت تقتصر حاليًّا على اللحظة التي تنشأ فيها».
وأوضح سعادته أنه بفضل تحديد المهارات الأساسيَّة للمستقبل، ومراقبة جاهزية البلدان لدمج هذه المهارات في خطط مناهجها الدراسية، يمكن تحسين جودة التعليم وتعزيز فرص التعلُّم مدى الحياة. ونتيجةً لذلك، سيزداد عدد الشباب والبالغين الذين يمتلكون المهارات اللازمة للعمل، وسيتقلَّصُ أثر فجوة المهارات على نسبة الشباب غير الملتحقين بالتعليم أو التوظيف أو التدريب. وهذا من شأنه أن يحقِّق مزيدًا من الإنجازات ضمن هدفَـي التنمية المستدامة؛ الرابعِ (جودة التعلیم) والثامن (العمل اللائق والنمو الاقتصادي).
وعن الدور الريادي الذي تضطلع به دولة الإمارات، أشار سعادة جمال بن حويرب إلى أنها استطاعت تحقيق معادلة الجمع بين استثمار التكنولوجيا وتطوير المهارات من خلال تصميم نظم شاملة ومستدامة، مع تنفيذ برامج جماعية مبتكرة من شأنها زيادة الوعي بمستقبل المهارات والتقنيات، وتوفير بنية تحتيّة معرفيّة مرنة أساسها رأس المال البشري، حيث إنَّ الشَّغفَ بالمعرفة والعلوم والاستكشاف، مكَّن الإمارات من الاحتفال بإنجازها التاريخي المتمثل في إيصال مسبار الأمل بنجاح إلى مدار كوكب المريخ.
وأضاف سعادته: «إنَّ مؤسَّسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، تؤمن بالمعرفة وقدرتِها على إخراج البشرية من أيِّ أزمة، فضلاً عن تحسين حياتنا بشكل كبير ووضع البشرية على الطريق الصحيح نحو تحقيق الرفاهية والازدهار والتنمية المستدامة. ومن هذا المنطلق تأتي مبادراتنا كافةً بهدف دعم عملية إنتاج ونشر المعرفة واستشراف المستقبل، وتعزيز الابتكار وريادة الأعمال المعرفيَّة. وتأتي شراكتُنا المستمرةُ منذُ أكثر من عقدٍ مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائيِّ تتويجاً لهذا النَّهج، حيث تتمثَّل رؤانا في إلهام ودفع وتوحيد جميع الجهودِ نحو بناء مجتمعات المعرفة، من خلال العديد من المنتجات المعرفيَّة المبتكرة؛ كمؤشر المعرفة العالميِّ، الذي يصدر سنويًّا بهدف قياس البنية التحتيَّة المعرفيَّة للدول، كما تمَّ ابتكار نموذج استشراف مستقبل المعرفة الذي خلص إلى أنَّ أيًّا من الاقتصادات التي تمَّ تحليلها لم يصل إلى كامل إمكاناته المعرفيَّة أو المرونة المعرفيَّة الكاملة. وهذا يحثُّ على الحاجة إلى الإصلاح والتفكير المستقبلِّي والمبتكر لتمكين نموِّ مجتمعات مستدامة ومبتكِرة باستمرار. ومن خلال ربط نتائج نموذج استشراف مستقبل المعرفة ونتائج مؤشر المعرفة العالميِّ بالوضع الحالي، فإنَّ الدول لم تستطعْ أن تتعامل مع أزمة كوفيد 19 بالسرعة والمرونة الكافية، لضعف قطاع البحث والتطوير والابتكار، وأيضًا لعدم القدرة على خلق المعرفة بصورة أسرع من تطوُّر الجائحة».
واختتم سعادته كلمته بتأكيده أنَّ الوعيَ هو الأساسُ، وعلينا جميعًا أن نسعى جاهدين للكشف عن التحوُّلات القادمة في الصناعة والتقنيات الجديدة، والتنبُّؤ بها بشكل أفضل إذا كُنّا نريد بناء المستقبل الذي نودُّ أن نعمل ونعيش فيه.