زايد: ابن الصحراء صانع الحضارة
يؤكد المؤرخون ومنهم الدكتور محمد مرسي عبد الله مؤلف هذا الكتاب أن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، تخرج في واحدة من أقدم جامعات العالم وأكثرها صعوبة واتساعاً؛ ألا وهي جامعة الصحراء التي صقلت شخصيته متعددة الجوانب، كونه الابن الشجاع لصحراء الإمارات، التي في وهادها ترعرع وعلى رباها نشأ؛ فمنذ أن شب عن الطوق، شكلت الصحراء جامعته الكبرى بكل معارفها وحكمتها وفنونها وأخلاقها وتراثها وتكوينها للرجال الأشداء، وهي ذات المدرسة التي نشأ وترعرع فيها رسول الاسلام محمد عليه الصلاة والسلام، وخلفاؤه الراشدون وقادة الفتوحات، وساسة الأمة الذين عمروا الأرض ونشروا العدل والعلم وآثروا الحضارة الإنسانية. صنعت الصحراء شخصية زايد متعددة الجوانب؛ زايد الوطني والمصلح والقائد العربي الغيور على أمته، فتعلم فن التوفيق بين المتنازعين، وكان من أوائل السياسيين الذين ابتكروا طريقاً بديلاً عما يراه ويفكر فيه المتنازعون. وقد تعلم من قبائل الصحراء مبادئ الشورى والاستماع للرأي الآخر، كما برز حبه للرياضة والصيد والقنص وركوب الخيل، ماصقل فيه الإرادة القوية، فكانت تلك عدته في تحقيق آمال شعبه.